بيان الرابطة الأممية لنضال الشعوب ILPS تضامناً مع السودانيين

بيان الرابطة الأممية لنضال الشعوب ILPS تضامناً مع السودانيين

في ضوء الأحداث الأخيرة التي تشهدها دولة السودان، نؤكد أن ما يحدث محاولة غربية استعمارية للسيطرة على السلطة عبر عسكرة أطراف النزاع، والتشابكات السياسية التي ظهرت ما هي إلا تجليات لصراع المصالح في واحدة من أغنى دول العالم بالمعادن ومنها الذهب، ونظراً للموقع الاستراتيجي لهذه الدولة التي تتشارك حدودها مع 7 دول أخرى تعاني ويلات الصراعات وانعدام الأمن المائي والغذائي، برز صراع قوى عسكرية متحاربة أسفر لغاية اللحظة عن لجوء ونزوح نحو 9 مليون شخص وتهديد السلم الأهلي وتعميق الفجوات الاجتماعية في بلد يستقبل لاجئين من دول أخرى تعاني من الاقتتال فيها.

إن ما يحدث على أرض السودان، سيتسبب بمشكلة غذاء للاجئين والنازحين ومن بقوا في مدنهم وقراهم، وسيؤثر على أمنهم الغذائي ووصولهم الآمن لمواردهم، كما سيكون مسبباً لمشاكل في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وهو أمر سيمتد تأثيره للدول المجاورة التي تعتمد على الصادرات الزراعية السودانية.

يمكن تلخيص السبب الجوهري لما يحدث في السودان هو صراع وتقسيم للأراضي كون ملكية الأرض أو “ضمان حيازة الأراضي” في السودان قد شابهها الكثير من الخلط والاضطراب ويرجع ذلك الى الحقبة الاستعمارية ومن ثم الحكومات المتتالية التي لم تتمكن من حل تلك الاختلالات التاريخية، خصوصاً بعد الجفاف الذي ضرب البلاد، ووصولاً للحصار الذي تم فرضه على الشعب السوداني لعقود.

تعمقت المشكلة في السودان مع انسحاب دور الدولة الاقتصادي وإثراء طغمة قليلة هيمنت على الموارد والثروات، مدعومة من قوى خارجية ما أدى إلى ذوبان الهوية الجامعة وبروز مع هويات فرعية قبائلية وعشائرية بحثاً عن الأمن والغطاء الاجتماعي.

لم يكن لهذا الاقتتال أن تشتعل ناره بدون تحريك وتمويل إمبريالي من دول إقليمية وعالمية، وجد في شرذمة السودان سواءً في سلخ جنوبه، ومحاولة فصل شرقه المليء بثروات الذهب، منفعة خالصة لتوسيع نفوذه الاقتصادي واستمراراً لتجارة السلاح وسرقة موارد السودان الغنية والاتجار بالبشر.

وعليه نطالب بما يلي:

1. دعم الشعب السوداني في نضاله ضد المشروع الغربي الاستعماري الذي يهدف إلى السيطرة على السودان، والهيمنة عليه وعلى موقعه وثرواته، عبر أدوات محلية أشعل عبرها فتيل الحرب.

2. حقن دماء السودانيين، وصون سيادة واستقلال السودان، وصون مؤسسات الدولة وحفظها، وحفظ وحدة أراضي الدولة السودانية، وبناء السلم الأهلي، وتسهيل عودة اللاجئين والنازحين، وعدم استخدام أراضيها كساحة حرب لمصالح أجنبية بأيدي قوى إقليمية ومحلية تريد النيل من السودان والدول المجاورة له وتعميق حصارها المائي والغذائي.

3. دعم مزارعي السودان للاضطلاع بدورهم في تحقيق الأمن الغذائي لشعبهم ولشعوب الدول المجاورة، وعدم تعريض الأمن الغذائي والتغذية للخطر وذلك بموجب ما نص عليه إعلان روما لعام 1996.

4. ضرورة الإحجام عن اتخاذ تدابير من طرف واحد لا تراعي القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، والتي تعرض المواطنين لمخاطر فقدان الأمن الغذائي والتغذية، وعدم تعريضهم للمخاطر الصحية جراء احتلال المستشفيات والمراكز الصحية من قبل مليشيا الدعم السريع وتحويلها لمراكز عسكرية. 

5. تقديم الدعم والمساعدات الغذائية لمحتاجيها في السودان واللاجئين والنازحين دون تمييز، وضمان الوصول الآمن وبدون عوائق للمساعدات الإنسانية والغذائية، وتشجيع الشراء من منتجين محليين واستخدام المنظمات المحلية في تنفيذ برامج المساعدات الإنسانية والتنموية، وتولي الأمم المتحدة مسؤوليتها الأخلاقية في ضمان وصول هذه المساعدات لهم، دعم ملكية الدول المتأثرة للبرامج وتلزم المنظمات الإنسانية الأجنبية بالعمل من خلال مؤسسات الدولة حتى لا تقوضها أو تخلق أنظمة موازية.

6. عدم استخدام الغذاء كوسيلة للضغط السياسي أو الاقتصادي، والتمعن في الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي والتغذية في السودان وسبل منعها ومعالجتها، ودعم النظم الغذائية المحلية وإنشاء احتياطات غذائية على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية، وتعزيز السيادة على الموارد الطبيعية.

7. الاهتمام بالأسر التي تعرضت للنزوح واللجوء، والاهتمام بالأطفال وتوفير احتياجاتهم من الغذاء والصحة، وتمكينهم من استئناف دراستهم في داخل وخارج السودان.