المقاومة الفلسطينية تعتبر نبراساً لمقاومتنا ضد العدوان الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة

يقف أعضاء الرابطة الأممية لنضال الشعوب متحدين بتضامن مطلق مع المقاومة الفلسطينية، كما الشعب الفلسطيني المتحد لإنهاء الاحتلال الصهيوني والعيش في فلسطين حرة وديمقراطية.

إن أفعال الكيان الصهيوني ليست سوى إبادة جماعية. منذ بدء الهجمات الأخيرة على غزة، أستشهد أكثر من 6,546 فلسطيني في غارات جوية عشوائية، منهم 500 شهيد كانوا من النازحين إلى أحد المستشفيات؛ فقد قطع الحصار الكامل غزة عن الطعام والماء والوقود والكهرباء بشكل متعمد، مما أدى إلى تجويع أهل القطاع، وانهيار النظام الصحي بسبب أكثر من 17,000 إصابة وارتفاعها. لا يمكن لكوادر الإنقاذ والكوادر الصحية متابعة إزالة الجثث تحت الركام في جميع أنحاء القطاع، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض بين السكان.

لقط طالبت القوات الصهيونية 2.3 مليون فلسطيني في غزة بالنزوح جنوباً لتمهيد الطريق للاجتياح البري في محاولة محتملة لاحتلال القطاع من جديد، مع استمرار مهاجمة المدنيين الذين نزحوا بالفعل. الغارات الجوية وصلت حتى الحدود الجنوبية بين غزة ومصر، حيث المنفذ الوحيد للفلسطينيين لمغادرة القطاع إذا أرادوا ذلك، مما ترك طرود المساعدات الإنسانية التي تحتاجها بشدة متراكمة عند الحدود دون أن تتمكن من دخول القطاع. بالإضافة إلى الغارات الجوية، قام الصهاينة باستخدام أسلحة محرمة دولياً مثل الفسفور الأبيض، هذا بالإضافة لاستمرار العنف من قبل جنود الاحتلال والمستعمرين المسلحين الذين قتلوا أكثر من 100 فلسطينياً خلال الأيام الماضية في الضفة الغربية.

لقد أعلنت الحكومة الصهيونية الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر لكن في الواقع هذه الحرب والاحتلال وسياسات التطهير العرقي بدأت ولم تنتهِ ضد الشعب الفلسطيني منذ النكبة قبل 75 عاماً. ما نراه الآن هو مجرد تصعيد للهجوم من قبل الصهيونية داخل فلسطين مع استمرار العدوان ضد الدول المجاورة.

قد يكون الصهاينة قد أعلنوا حرباً مفتوحة هذه المرة، وذلك فقط بسبب قرار المقاومة الفلسطينية بالتوحد في النضال وحمل السلاح ضد دولة الاحتلال المدعومة من الولايات المتحدة وجيشها “المتطور”. لمدة أكثر من 75 عاماً، استخدم الشعب الفلسطيني كل الخيارات المتاحة لديه ضد احتلال أرضه، دون جدوى. المجتمع الدولي سمح بأن يصبح الاحتلال أمراً معتاداً بدون نهاية منظورة، هذه المرة اختار الشعب اتخاذ المسار الشجاع للتنسيق المتحد في المقاومة المسلحة، حيث قام بقطع السياج الحدودي الصهيوني وشن هجمات منسقة في الجو والبر والبحر، والتي أُلهمت الحركات الشعبية في جميع أنحاء العالم لرؤية شعب متحد يفاجئ القوة العسكرية لدولة إمبريالية.

المقاومة الفلسطينية تمثل مصدر إلهاماً لمقاومتنا! بهذا نقصد أن هذه الضربة ضد ذيل الإمبريالية الأمريكية تمثل خطوة تضعف الإمبريالية الأمريكية ككل. يدخل النظام الإمبريالي العالمي الآن في مرحلة جديدة من الاضطرابات متعددة الأقطاب، من الحرب بالوكالة التي تقودها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، إلى التصعيد نحو الحرب في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وإلى اندفاع حركات الشعوب نحو تحقيق تقرير المصير الوطني في أمريكا اللاتينية وإفريقيا، بالإضافة إلى استمرار تقدم حركات المقاومة المسلحة في الفلبين والهند وكردستان وويست بابوا وبالطبع فلسطين. المقاومة الفلسطينية تلهم كل الذين يناضلون في هذا السياق من أجل التحرر الوطني والاجتماعي، ولذلك يجب علينا دعم مقاومتهم كما لو كانت مقاومتنا الخاصة.

الرابطة الأممية لنضال الشعوب تدعم جميع مقاتلي المقاومة بغض النظر عن انتمائهم التنظيمي – الآن هو الوقت للتوحيد!

نحن أيضاً ندين هجوم القوى الأمريكية والصهيونية على منظمات دعم الفلسطينيين والتضامن مع فلسطين في جميع أنحاء العالم. نحن نشهد تجريماً غير مسبوق للمنظمات الديمقراطية وحظراً على الحرية في التعبير عندما يتعلق الأمر بقضية فلسطين، في حين يتم دعم الشعارات المؤيدة للصهيونية بشكل كامل، حتى داخل ما يسمى الدول الليبرالية والتي تدّعي الديمقراطية في شمال أمريكا وأوروبا. الآن هو الوقت للدفاع عن نضال الشعوب بجميع أشكاله.

تدعو الرابطة الأممية لنضال الشعوب أعضائها إلى التحرك في جميع أنحاء العالم خارج السفارات الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية لإدانة الإبادة الجماعية التي تجري في غزة. نشجع أيضاً الأعضاء على المطالبة بإدانة رسمية من حكوماتهم والضغط من أجل وقف غير مشروط للحصار والاعتداء والإبادة في غزة، وكذلك وقف كل مساعدة عسكرية للدولة الصهيونية، خاصة من الولايات المتحدة.

نُشجع جميع المنظمات على عقد جلسات تثقيفية حول تاريخ والوضع الحالي للاحتلال الأمريكي الصهيوني والمقاومة الفلسطينية. يجب الاستمرار في الأنشطة التضامنية مع المقاومة الفلسطينية في جميع أنحاء العالم، خاصة وسط حملات القمع والحظر للمنظمات المعادية للصهيونية. يجب علينا التأكيد على أن النشاط النضالي والمقاومة بكافة أشكالها ليسا إرهاباً.

من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة.

المقاومة الفلسطينية هي مصدر إلهام لمقاومتنا.

عاش التضامن الأممي

لين كوبر

رئيسة الرابطة الأممية لنضال الشعوب

26 تشرين الأول / أكتوبر 2023